15 ديسمبر 2013

الصخور الكبيرة

من شغل نفسه بغير المهم أضر بالأهم
" لقد أمضيت حياتي في البحث عن القاسم المشترك في العوامل التي تقود إلى النجاح لدى أغلب الناجحين، و لم أجد أن هذا القاسم المشترك يتمثل في العمل الكادح، أو حسن الحظ، أو في العلاقات الإنسانية، على الرغم أن هذه الأمور على درجة كبيرة من الأهمية، أن القاسم المشترك الذي وجدت أنه يفوق تلك العوامل جميعاً هو تحديد الأولويات ". ستيفين كوفي STEPHEN R. COVEY في كتابه الشهير ( العادات السبع للناس المؤثرين )
يقول الإمام أبو عبيدة: " من شغل نفسه بغير المهم أضر بالأهم "
و ترتيب الأولويات كما يعرفه الشيخ الدكتور القرضاوي في كتابه " فقه الأولويات " على أنَّه:
" وضع كل شيء في مرتبته بالعدل، من الأحكام و القِيَم و الأعمال، ثم يُقدم الأَولى فالأَولى، بناءً على معايير شرعية صحيحة يهدي إليها.
نور الوحي و نور العقل: ( نورٌ على نورٍ ) الآية 35 من سورة النور، فلا يقدم غير المهم على المهم، و لا المهم على الأهم، و لا المرجوح على الراجح، و لا المفضول على الفاضل، أو الأفضل.
بل يقدم ما حقه التقديم، و يُؤخر ما حقه التأخير، و لا يُكبر الصغير، و لا يُهون الخطير، بل يوضع كل شيء في موضعه بالقسطاس المستقيم، بلا طغيان و لا إخسار، كما قال تعالى: ( وَ السَمَاءَ رَفَعَهَا وَ وَضَعَ المِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوا فِي الِميزَانِ وَ أَقِيمُوا الوَزْنَ بِالقِسْطِ وَ لَا تُخْسِرُوا المِيزَانَ ).
قام أستاذ جامعي في قسم إدارة الأعمال بإلقاء محاضرة عن أهمية تنظيم و إدارة الوقت حيث عرض مثالاً حيًا أمام الطلبة لتصل الفكرة لهم.
كان المثال عبارة عن اختبار قصير، فقد وضع الأستاذ دلوًا على طاولة ثم أحضر عددًا من الصخور الكبيرة و قام بوضعها في الدلو بعناية، واحدة تلو الأخرى، و عندما امتلأ الدلو سأل الطلاب: " هل هذا الدلو ممتلئًأ ؟ "
قال بعض الطلاب: " نعم ".
فقال لهم: " أأنتم متأكدون ؟ ".
ثم سحب كيسًا مليئًا بالحصيات الصغيرة من تحت الطاولة وقام بوضع هذه الحصيات في الدلو حتى امتلأت الفراغات الموجودة بين الصخور الكبيرة . . . 
ثم سأل مرة أخرى: " هل هذا الدلو ممتلئ ".
فأجاب أحدهم: " ربما لا " . .
استحسن الأستاذ إجابة الطالب و قام بإخراج كيس من الرمل ثم سكبه في الدلو حتى امتلأت جميع الفراغات الموجودة بين الصخور . .
و سأل مرة أخرى: " هل امتلأ الدلو الآن ؟ "
فكانت إجابة جميع الطلاب بالنفي. بعد ذلك أحضر الأستاذ إناء مليئًا بالماء و سكبه في الدلو حتى امتلأ.
و سألهم: " ما هي الفكرة من هذه التجربة في اعتقادكم " ؟
أجاب أحد الطلبة بحماس: " أنه مهما كان جدول المرء مليئًا بالأعمال، فإنَّه يستطيع عمل المزيد و المزيد بالجد و الاجتهاد ".
أجابه الأستاذ: " صدقت . . و لكن ليس ذلك هو السبب الرئيسي . . فهذا المثال يعلمنا أنه لو لم نضع الصخور الكبيرة أولاً، ما كان بإمكاننا و ضعها أبدًا ".
ثم قال: " قد يتساءل البعض و ما هي الصخور الكبيرة " ؟
إنها هدفك في هذه الحياة أو مشروع تريد تحقيقه كتعليمك و طموحك و إسعاد من تحب أو أي شيء يمثل أهمية في حياتك.
تذكروا دائمًا أن تضعوا الصخور الكبيرة أولاً . . و إلا فلن يمكنكم وضعها أبدًا . .

* * فكرة * * 
" من شغل نفسه بغير المهم أضر بالأهم "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق