10 ديسمبر 2013

السجين وفرصة النجاة

لماذا لم أفكر في هذا من قبل ؟
هل واجهتك من قبل مشكلة . . و كان حلها أمامك تراه الأعين كلها . . إلا عيناك أنت ؟
بالطبع . . كل منا عاش تلك اللحظات ؟ فتراك شغلت نفسك . . و شغفت نفسك بالبحث عن حل صعب لها . . لكن الحلول السهلة . . هي أمامك . . و لكن تأبى عليك عيناك أن تراها . .

ما عليك إلا أن تهدأ و تبدأ بالتفكير بطريقة منطقية واقعية مبتدأ بأبسط الطرق المرشحة لحل المشكلة . . لا يستفذك فيها . . رغبة الخروج من المشكلة . . أو شغف التخلص من ثِقَلِ القيود الناتجة عن المشكلة.
فرق كبير بين التركيز في المشكلة و التركيز على حل المشكلة فعلى سبيل المثال:
بينما كانت وكالة ناسا الفضائية تبدأ في تجهيز الرحلات للفضاء الخارجي واجهتهم مشكلة كبيرة، هذه المشكلة تتمثل في أن رواد الفضاء لن يستطيعوا الكتابة بواسطة الأقلام بسبب إنعدام الجاذبية، بمعنى أن الحبر لن يسقط من القلم على الورق بأي حال من الأحوال فماذا يفعلوا لحل هذه المشكلة!!؟
لحل المشكلة قاموا بدراسات إستمرت حوالي 10 سنوات كاملة و أكثر من 12 مليون دولار ليطوروا قلمًا جافًا يستطيع الكتابة في حالة إنعدام الجاذبية، ليس هذا فقط بل و الكتابة على أي سطح أملس حتى الكريستال، و أيضا الكتابة في درجة حرارة تصل إلى 300 درجة مئوية.
و لكن:
عندما واجه الروس نفس المشكلة فإنهم ببساطة قرروا استخدام أقلام رصاص كبديل عن الأقلام الجافة.
و ذات مرة باليابان و بمصنع صابون ضخم واجهتهم مشكلة كبيرة و هي مشكلة الصناديق الفارغة التي لم تعبأ بالصابون نظرًا للخطأ في التعليب فماذا يفعلوا لكشف الصناديق الفارغة من الصناديق المعبأة!!
و لحل المشكلة قام اليابانيون بصناعة جهاز يعمل بالأشعة السينية مخصص للكشف عن الصابون بداخل الصناديق و وضعوه أمام خط خروج الصناديق بقسم التسليم، تعيين عمال جدد ليقوموا بإبعاد الصناديق الفارغة التي فضحها الجهاز.
و لكن:
في مصنع آخر أصغر من السابق عندما واجهتهم نفس المشكلة فإنهم أتوا بمروحية أليكترونية و ضبطوا قوتها بما يناسب وزن الصندوق الفارغ و تم توجيهها إلى خط خروج الصناديق بقسم التسليم بحيث أن الصندوق الفارغ سوف يسقط من تلقاء نفسه بفعل اندفاع الهواء.
انظر لحل المشكلة و لا تنظر إلى المشكلة نفسها فكر في الحل البسيط و الأيسر . . و توقع مالا يمكن توقعه . . حتى لا تصرخ في النهاية: لماذا لم أفكر في هذا من قبل ؟
أحد السجناء في عصر لويس الرابع عشر حُكِمَ عليه بالإعدام وسُجِنَ في قلعة و لم يبق على موعد إعدامه سوى ليلة واحدة.
ويروى عن لويس الرابع عشر ابتكاره لحيل وتصرفات غريبة وفي تلك الليلة فوجئ السجين بباب الزنزانة يفتح ولويس يدخل عليه مع حرسه ليقول له أعطيك فرصه إن نجحت في استغلالها فبإمكانك أن تنجو!
هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسة إن تمكنت من العثور عليه يمكنك الخروج وان لم تتمكن فان الحراس سيأتون غدا مع شروق الشمس لأخذك لتنفيذ حُكم الإعدام.
غادر الحراس الزنزانة مع الإمبراطور بعد أن فكوا سلاسله وبدأت المحاولات وبدأ يفتش في الجناح الذي سُجِن فيه والذي يحتوى على عده غرف وزوايا، ولاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحه مغطاة بسجادة بالية على الأرض وما إن فتحها حتى وجدها تؤدي إلى سلم ينزل إلى سرداب سفلي ويليه درج آخر يصعد مرة أخرى وظل يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي مما بث في نفسه الأمل إلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق والأرض لا يكاد يراها عاد أدراجه حزيناً منهكاً ولكنه واثق أن الإمبراطور لا يخدعه وبينما هو ملقى على الأرض مهموم ومنهك ضرب بقدمه الحائط وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح فقفز وبدأ يختبر الحجر فوجد بالإمكان تحريكه وما إن أزاحه وإذا به يجد سرداباً ضيقاً لا يكاد يتسع للزحف فبدأ يزحف وكلما زحف كلما استمر يزحف بدأ يسمع صوت خرير مياه وأحس بالأمل لعلمه أن القلعة تطل على نهر لكنه في النهاية وجد نافذة مغلقة بالحديد أمكنه أن يرى النهر من خلالها، لكنه عاد يختبر كل حجر وبقعه في السجن ربما كان فيه مفتاح حجر آخر لكن كل محاولاته ضاعت بلا سدى والليل يمضى.
واستمر يحاول . . . . ويفتش . . . وفي كل مرة يكتشف أملاً جديداً . . . فمره ينتهي إلى نافذة حديدية ومرة إلى سرداب طويل ذو تعرجات لانهاية لها ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة.
وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولات وبوادر أمل تلوح له مرة من هنا ومرة من هناك وكلها توحي له بالأمل في أول الأمر لكنها في النهاية تبوء بالفشل.
وأخيراً انقضت ليلة السجين كلها ولاحت له الشمس من خلال النافذة ووجد وجه الإمبراطور يطل عليه من الباب ويقول له: أراك لا زلت هنا قال السجين كنت أتوقع أنك صادق معي أيها الامبراطور . . . . . قال له الإمبراطور: " لقد كنت صادقاً ".
فسأله السجين: " لم أترك بقعه في الجناح لم أحاول فيها فأين المخرج الذي قلت لي "، قال له الامبراطور: " لقد كان باب الزنزانة مفتوحا وغير مغلق! ".
* * فكرة * *
" انظر لحل المشكلة و لا تنظر إلى المشكلة نفسها فكر في الحل البسيط و الأيسر . . و توقع مالا يمكن توقعه . . حتى لا تصرخ في النهاية : لماذا لم أفكر في هذا من قبل ؟ "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق