11 ديسمبر 2013

الشجرة

رضا الوالدين يجعل لك بابين  مفتوحين من الجنة. قال النبي صلى الله عليه و سلم: ( من أصبح مطيعا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحتان من الجنة، و إن كان واحدا فواحد، و من أمسى عاصيا لله تعالى في والديه أمسى له بابان مفتوحان من النار، و إن كان واحدًا فواحد ) قال رجل: و إن ظلماه ؟ قال النبي صلى الله عليه و سلم: ( و إن ظلماه و إن ظلماه و إن ظلماه ). رواه الحاكم

منذ زمن بعيد ولى . . . كان هناك شجرة تفاح في غاية الضخامة ...
 كان هناك طفل صغير يلعب حول هذه الشجرة يوميًا . . . .
 كان يتسلق أغصان هذه الشجرة، و يأكل من ثمارها . . . و بعدها يغفو قليلا لينام في ظلها . . .
 كان يحب الشجرة وكانت الشجرة تحب لعبه معها . . .
مرَّ الزمن . . . و كبر هذا الطفل . . . و أصبح لا يلعب حول هذه الشجرة . . .
في يوم من الأيام . . . رجع الصبي و كان حزينًا . . . !
فقالت له الشجرة: تعال و العب معي . . .
فأجابها الولد: لم اعد صغيرًا لألعب حولك . . .
أنا أريد بعض اللعب وأحتاج بعض النقود لشرائها . . .
فأجابته الشجرة: لا يوجد معي أية نقود !!!
ولكن يمكنك أن تأخذ كل التفاح الذي لدي لتبيعه ثم تحصل على النقود التي تريدها . . . كان الولد سعيدًا للغاية . . . فتسلَّق الشجرة و جمع ثمار التفاح التي عليها ونزل سعيداً . . .
لم يعد الولد بعدها . . . كانت الشجرة في غاية الحزن بعدها لعدم عودته . . .
في يوم ما رجع هذا الولد للشجرة و لكنه لم يعد ولداً بل أصبح رجلاً . . . !!! كانت الشجرة في منتهى السعادة لعودته وقالت له: تعال و العب معي . . .
لكنه أجابها و قال:
لم أعد طفلًا لألعب حولك مرة أخرى فقد أصبحت رجلاً مسئولًا عن عائلة . . .
و أحتاج لبيت ليكون لهم مأوى . . . هل يمكنك مساعدتي بهذا ؟ قالت الشجرة: آسفة !!! فليس عندي لك بيت ولكن يمكنك أن تأخذ جميع أفرعي لتبني بها لك بيتاً . . .
فأخذ الرجل كل الأفرع وغادر الشجرة و هو سعيد . . .
كانت الشجرة سعيدة لسعادته ورؤيته هكذا . . . ولكنه لم يعد إليها . . . أصبحت الشجرة حزينة مرة أخرى . . .
و في يوم حار . . . عاد الرجل مرة أخرى وكانت الشجرة في منتهى السعادة . . .
فقالت له الشجرة: تعال و العب معي . . .
فقال لها الرجل أنا في غاية التعب و قد بدأت في الكبر . . . أريد أن أبحر لأي مكان لأرتاح . . . هل يمكنك إعطائي مركباً ؟؟؟
فأجابته: يمكنك أخذ جزعي لبناء مركبك . . . بعدها يمكنك أن تبحر به أينما تشاء . . . و تكون سعيداً . . .
فقطع الرجل جذع الشجرة و صنع مركبه !!! فسافر مبحراً و لم يعد لمدة طويلة جداً . . . و أخيراً عاد الرجل بعد غياب طويل و سنوات طويلة جداً . . .
لكن الشجرة أجابت وقالت له: آسفة يا بني الحبيب لكن لم يعد عندي أي شيء لأعطيه لك . . .
قالت له: لا يوجد تفاح . . .
قال: لا عليك لم يعد عندي أسنان لأقضمها بها . . .
قالت الشجرة: لم يعد عندي جذع لتتسلقه و لم يعد عندي فروع لتجلس عليها . . .
فأجابها الرجل: لقد أصبحت عجوزاً اليوم و لا أستطيع عمل أي شيء !!! فأخبرته: أنا فعلاً لا يوجد لدي ما أعطيه لك . . .
كل ما لدي الآن هو جذور ميتة . . . أجابته و هي تبكي . . . أجابها وقال لها: كل ما أحتاجه هو مكان لأستريح به . . . فأنا متعب بعد كل هذه السنين . . .
فأجابته وقالت له: جذور الشجرة العجوز هي أنسب مكان لك للراحة . . .
تعال . . . تعال و اجلس معي هنا واسترح معي . . . فنزل الرجل إليها وكانت الشجرة سعيدة به و الدموع تملأ ابتسامتها . . . هل عرفت من هي هذه الشجرة ؟؟؟
إنها أبواك !!!

* * فكرة * * 
" كن مع والديك كما تحب أن يكون بنوك معك "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق